قال أبو الدنيا : لو تعلمون ما أعلم لخرجتم إلى الصعدات تجأرون وتبكون على أنفسكم ولتركتم أموالكم لا حارس لها ولا راجع إليها إلا ما لا بد لكم منه، ولكن يغيب عن قلوبكم ذكر الآخرة وحضرها الأمل فصارت الدنيا أملك بأعمالكم، وصرتم كالذين لا يعلمون فبغضكم شر من البهائم التي لا تدع هواها مخالفة مما في عاقبته مالكم لاتحابون ولا تناصحون وأنتم إخوان على دين الله ما فرق بين أهوائكم إلا خبث سرائركم ولو اجتمعتم على البر لتحاببتم ما لكم تناصحون في أمر الدنيا و لا تناصحون في أمر الآخرة ولا يملك أحدكم النصيحة لمن يحبه ويعينه على أمر الآخرة، ما هذا إلا من قلة الإيمان في قلوبكم لو كنتم توقنون بخير الآخرة شرها كما توقنون بالدنيا لآثرتم طلب الدنيا لأنها أملك لأموركم.